** بسم الله الرحمن الرحيم **
يتعرّض الأطفال في مراحل نموّهم المختلفة لبعض من الأساليب التربوية الخاطئة التي تجعلهم يعانون من مشكلة ضعف الشخصية وقلّة الثقة بالنفس، فيصبحون غير قادرين على التكيّف الإجتماعي ويواجهون عدداً من المشكلات في حياتهم المستقبلية!
تعتبر شخصية الطفل نتاج بعض عمليات التعلّم التي يمر بها، وذلك من خلال تفاعلاته مع البيئة المحيطة به ومحاكاته لها. وتزداد القابلية للتعلم عند الأطفال من خلال مراحل نموهم، ما يوقع على عاتق الوالدين مسؤولية كبيرة في تكوين الشخصية.
أسباب بالجملة...
لعل الكثير من الأسر تُغفِل الأسباب التي تؤدّي إلى مشكلة ضعف شخصية الطفل وعدم ثقته بنفسه. ولكن قبل التعرّف على الأسباب، هناك سمات عدّة للشخصية الضعيفة يجب معرفتها، وتتمثّل في:
n عدم قدرة الطفـــل على الإعتماد على نفسه، فنلاحظ أنه يميل إلى الإعتماد على الآخرين.
n عدم مقدرة الطفل على تحمّل المسؤولية، ومواجهته صعوبةً في حل المشكلات التي تصادفه.
n خوف الطفل وتردّده في كثير من المواقف.
n عدم قدرته على التكيّف الإجتماعي، بالإضافة إلى صعوبة تكوين علاقات جيدة مع الآخرين.
عندما يلاحظ الوالدان هذه الصفات في شخصية الطفل، يجدر بهما التعرّف إلى الأسباب المسؤولة عنها، والتي تكون نتيجة لـ :
n كبت الطفل عند الحديث وعدم إشراكه في التعبير عن رأيه. وتعتبر هذه النقطة من أهم الأسباب التي تهيّئ الطفل لأن يصبح ذا شخصية ضعيفة.
n الإســـتهزاء بالطفـل وبآرائـه وكلامه، خصوصاً أمام الآخرين.
n الإفراط في التدليل أو القسوة أو الحماية الزائدة، فالقسوة الزائدة تجعل الطفل خائفاً ومتردّداً وانطوائياً، فيما التدليل الزائد يجعله غير قادر على تحمّل المسؤولية، أما الحماية الزائدة والخوف عليه فيعوقه عن التكيف الإجتماعي والتعامل مع الآخر.
n المبالغة في ضرب الطفل وإخافته، وهذه من الأساليب التي يتّبعها الكثير من الآباء عند التربية، والتي تجعل الطفل عرضةً للأمراض والإضطرابات النفسية.
الثقة بالنفس...
لنبني الثقة في نفس الطفل والمتمثّلة في القدرة على التعبير عن رأيه وانفعالاته، بدون تردّد أو خجل، لا بد أن نلجأ إلى الأساليب التالية:
n مدحه وجعله يشعر بأهميته ومنحه فرصةً ليبدي رأيه وإيلاؤه احتراماً أمام الآخرين.
n رفع روحه المعنويّة، وذلك عن طريق تزويده بخبرات هادفة، وإشراكه بأعمال تطوّعية أو دفعه إلى ممارسة الرياضة أو هواية معينة.
n تخصيص ركن له في المنزل لعرض أعماله ورسوماته.
n مساعدته في اكتساب الصداقات ومنحه فرصةً لتكوين علاقات اجتماعية مع أشخاص ناجحين ومتميّزين.
n مساندة الطفل على اتخاذ القرارات بنفسه وإبداء آرائه والتعبير عنها.
كيف تعالجينه؟
لتقويم ضعف الشخصية، لا بد من أن يتحلّى الوالدان بالصبر واليقظة وبالحنان والحب والتقدير والتشجيع. وهناك ثلاث نقاط نستطيع من خلالها تقويم شخصية الطفل، وذلك وفق الشكل التالي:
n منحه الإستقلالية والإعتماد على نفسه، مع البقاء بقربه لتقديم المساعدة له إذا احتاج إليها، بالإضافة إلى ضرورة إعطائه الفرصة للتعبير عن رأيه في بعض المواضيع العائلية.
n تعليمه مهارات الحياة والتي تتمثّل في تأكيد الذات وأساليب التعامل مع الآخرين والتعرّف على طرق حل المشكلات ومهارات اتخاذ القرار. فعلى سبيل المثال، إسأليه عمّا يريد أن يشتري بنقوده التي ادّخرها؟
n دعيه يؤكّد ذاته، وذلك عن طريق تعليمه وإعطائه فرصة للتعبير عن نفسه وآرائه ومشاعره وأفكاره، فتعزيز مفهوم الذات يشكّل مفتاحاً للشخصية السوية والتي توصل الطفل إلى طريق النجاح في الحياة العملية